
المشهد السياسي اليوم يتجه نحو الإنغلاق أكثر من ما كان عليه قبل الحرب ولايحتاج المرء لخبرة سياسية لكي يتعرف على هذه الإتجاهات الشعبوية المدمرة لبناء إطار وطني قومي يحافظ على شكل الدول والعمل السياسي المتعارف عليه ٠
للأسف هناك نخب في كل المجالات الإعلامية والسياسية والثقافية حتى الأكاديمية إتجهت وإنخرطت في هذا الإتجاه ٠
هذا المسلك ليس مدمر للحياة السياسية فحسب بل للحمه الوطنية مما يخلق ما يشبه فيدرالية إثنية ذات توجهات معادية لكل ما هو غريب عن الإقليم ومعادي لتطور العمل السياسي هذا الواقع المزري نشأ في كنف جماعات ومجموعات للأسف إصطفت خلف القوات المسلحة في معركة الكرامة وإستغل المساحات التي خلفها الفراغ السياسي ٠
اليوم العمل السياسي التقليدي القائم على الأحزاب السياسية مهدد أكثر من أي وقت مضى من قبل هذه الجماعات الإثنية أو المجموعات المسلحة التي تقف خلفها ٠
لكن حتى هذه الأحزاب ليس لديها ما تقدمة لقد رأينا تماهي بعضها مع المشروع المناطقي الإثني الذي بدأ يتشكل طمعا في السلطة والمكاسب الظرفية هذه النظرية الإنتهازية للأحزاب تجعلها غير قادرة على بلورة رؤية سياسية وطنية تسهم في تطور العملية الديمقراطية في البلاد ٠
من مصلحة القوة الوطنية معالجة هذه الأزمة السياسية بتصورات سياسية حقيقية ليس بالشعارات الجوفاء والفعل الغوغائي الذي لا يخدم إستقرار العمل السياسي والإجتماعي، ما بعد الحرب أسوء من ما قبلها سياسيا واجتماعياً وهذه ليس نبوءة بل مشاهدات من الواقع مما يجعل أحزاب تقدم أعلى كعبآ من بقية الأحزاب التي تمارس الإرتزاق والإنتهازية وتهادن الرجعية الإثنية والدينية من أجل الوصول إلى السلطة، كنا نأمل أن يكون الخيار الثالث مشروعا وطنيآ يلتف حولة الشعب السوداني بدلآ عن هذه الردة السياسية والإجتماعية التي ستكون في مواجهة حتمية مع القوة الوطنية التقدمية ٠
اما الحركات المسلحة معظمها تتسم بالإنغلاق وعدم قدرتها على التطور السياسي وهي حتى لا تمتلك أدوات وهياكل تمكنها من ممارسة الفعل السياسي الأفقي ووضع تصورات لمعالجة الأزمة السياسية إلا من خلال منظور مناطقي وإثني كغيرها من الحركات التي بدأت تتشكل بصورة إنتهازية في الشرق والوسط في محاكاة سيئة لحركات دارفور طمعآ في السلطة لذلك على النخب الوطنية الصادقة ان تعمل بتجرد في وقف هذه الإنهيارات والهزات السياسية والإجتماعية وذلك ببناء رؤى سياسية وتصورات تعمل على تطور الحياة السياسية والإجتماعيةوتمنع هذه الردة التي بدأت تتشكل في الراهن السوداني.






